هجرة طائر الاوز

عدد المساهمات : 21 تاريخ التسجيل : 06/07/2009

دروس من طيور الإوزّ
في خريف كل عام تهاجر مجموعات من الإوز من نصف الكرة الشمالية باتجاة الجنوب
لتقضي الشتاء في مناطق أكثر دفءاًعلى شواطىء انهار وبحيرات القارة الأفريقية .
ولطالما أثارت هجرات هذه الطيور فضول العلماء فأشبعهوها بحثاً وتنقيباً...كيف تستدل الطيور_مثلاً
على طريقها في هجراتها تلك ،وتبقى على منحى ثابت لايتأثر بدوران الأرضولا بتتابع الليل والنهار
؟..كيف يمكنها أن تقطع آلاف الأميال دون أن تتوقف لبعض الراحة والطعام؟
ثم ماسرتشكيلة النصر "الفي"
التي يصرّالإوز على اتخاذها أسلوباًفي طيرانه؟
..لماذا لاتطير مجموعاته بشكل عشوائي،
أوترسم شكلا هندسياًآخرأثناء طيرانها؟
تعال معي أيها القارىء ننبش فيما كشفه العلماء من أسرار عجيبة أودعها الله في هذا المخلوق الضعيف .
.تعال معي نتعلم بعض الحكمه وحسن التصرف من هذه الطيور..
لقد وجد العلماء أن كل كل خفقةٍمن أجنحة الطيورالمهاجرة في الفضاء تولد قوة دفع للأعلى وراءه تستفيد منها الطيور اللاحقة..
وأن تشكيلة "الفي"تضيف إلى سرب الطيور المهاجرة لهذا السبب زيادة في مدى الطيران تعادل حوالي (75%)مما لوكان كل منها طار بمفرده!...
فإذا انحرف أحد الطيور عن مسيرة رفاقه لسبب أوأخر شعر فجأة بالجهد الإضافي الملقى على جناحيه ،
وأحس بمقاومة الهواء تزداد قرابة الضعف وهو يطير وحيداً ،فعاد بسرعة ‘لى تشكيلة سربه حتى تستفيد من قوة دفع جناحي الطائر أمامه...أليس في ذلك عبرة للناس ؟
أليس في هذغا تأكيد لما ورد في الذكر الحكيم "وأعتصموا بحبل اللله جميعاً ولا تفرقوا"
لقد حقق العرب في أوائل نهضتهم الحضارية ماعجزت عن تحقيقة سائر حضارات العالم القديم ..
ولم يكن ذلك يتم لولا تكاتفهم وتعاضدهم في حمل رسالتهم التي تدعو للتوحيد وطلب العلم ..
لم يكن ذلك يتم لولا شعور كل منهم أنه فرد من أمة واحدة ،له مالهم وعلية ماعليهم ،وأن سعية كفرد يعزز المجموع،تماماً كما يدعم جهد المجموع كل فرد من أفراده.
ولعل من أهم أسباب ضعف العرب ووهنهم منذ ذلك الحين كان تبددشملهم وانقسامهم إلى فرق وشيع كل يعمل على هواه...أما أن لنا أن نعاود جمع الشمل حتى يستفيد كل منا قدرة الجماعة ؟
أنعدم قضية نلتف حولهاكما تلتف طيور الإوز حول غايتها في هجرة الخريف؟
أليس في التغلب على عدونا المغتصب واسترجاع حقوقنا المسلوبة ذريعة كافية لنعمل يداً واحدة من جديد ؟
أليس في استعادة دورنا الثقافي الرائد ومحو وصمة التأخر الحضاري من أمتنا هدف يستحق تضافر جهود شعوبنا وتآزر حكوماتها ؟..
ثم أن علماء الحيوان لا حظوا أنه عندما يتعب الطير الذي يقود سرب الإوز المهاجر ،يعود أدراجه إلىالوراء في أحد ساقيلا التشكيلة ،بينما يتقدم طائر أخر ليأخذ دورة في القيادة ..
أليس في هذا درس أخر للإنسان ؟
أليس في هذا مايدعونا للعمل على تحمل مسؤولياتنا جميعاًفيما يخص رعاية مصالحة الأمة ورفع شأنها وتقدمها بين باقي الأمم
حبذا لو تعلمنا من طير الإوز أن مهمة القيادة الصعبة مسؤولية يجب أتتوزع بصورة مباشرة أو غير مباشرةعلى كل أفراد الشعب وأنة يجب ألا يستثنى من الإسهام فيها أحد ممن يتوسم فيهم صدق النية والمقدرة والكفاءة
ملاحظة أخرى سجلها العلماء وهم يراقبون طيور الإوز ..
وهي أن الطيور التابعة في المؤخرة كثيراً ماتنعق لتحمس الطيور في المقدمة وتشجعها على المضي قدما ً في طيرانها وتنسيها نصبها
إن واجب القائد تجاه رعيته بالسهر على مصالحها يجب أن يقابله تقدير الشعب لقيادته سواء أكان التعبير عن القول أم بالفعل ولابد للعلاقة بين الرئيس ومرؤسية أن تعمل في اتجاهين ..
لابد للرئيس من أن يشعر بثقة الشعب ويلمس قبوله وتشجيعه حتى ينسى له مواظبة مهمته الشاقة بروح من الرضى والاعتزاز
أخيراً لا حظ العلماء أنه اذا أصاب أحد الطيور مرض أو أذية كطلقة نارية من صياد مثلاً وسقط من الجو تاركاًسربه تبعه طائران اخران من المجموعة فهبطا الى الأرض لمساعدته وحمايته ولازماه حتى يتمكن مكن الطيران من جديد أو أن يتوفى ..عندها يعاودان الطيران لوحدهما أومع تشكيلة طيور أخرى ..
ألا يجد بنا نتعلم من هذا التصرف درساً لاينسى ؟أليس في هذا السلوك تجسيد لحديث الرسول العربي "مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضواً تدعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"
وأين هذا ممانراه كل يوم من كيد الناس بعضهم لبعض ،

واستغلال الأزمات ليعلو أشخاص على أخرين ؟
لشد ماتعوزنا روح التضيحة المتمثلة في طيور الإوز لننهض من كبوتن الطويلة !
ولشد مانحتاج لخصال هذا المخلوق الضعيف لنحمل مشعل الحضارة من جديد!...